أحلام طلال أبو غزالة

أحلام طلال أبو غزالة
22 كانون الأول 2010
بقلم :معن البياري
استضافت أبوظبي، الأسبوعَ الماضي، المنتدى الدولي الخامس للائتلافِ العالميِّ للأممِ المتحدة لتقنيةِ المعلوماتِ والاتصالاتِ والتنمية، واختيرت بتصويتِ أعضاءِ مجلس إدارة الائتلاف مقراً إقليمياً له.
وفي مؤتمرٍ استمرَّ يومين، تداولَ خبراءُ من حكوماتٍ ومنظماتٍ غيرِ حكوميةٍ ودولية، ومن القطاع الخاص، في وسائلِ «التحرّك من التأييدِ إلى الفعل» بشأنِ تقنياتِ المعلومات والاتصالات، لتحقيقِ الأهدافِ الإنمائية التي وضعتها الأمم المتحدة للألفية، وهي أهدافٌ تتعلقُ بالتعليم والصحة والبيئة والاقتصاد والمرأة والشباب وتقنيةِ المعلومات، وانتهوا إلى توصياتٍ، شدّدت على وجوبِ أنْ يُساير التعليمُ التطورَ السريعَ في تكنولوجيا الاتصالات.
والاستمرارِ في النشاطِ المشتركِ بين مختلفِ القطاعاتِ لتحقيق تلك الأهداف، والتي قالت وزيرةُ التجارة الخارجية معالي لبنى القاسمي إنَّ الإمارات تولي أهميةً قصوى لتطبيقِها، ولتقديمِ الدعم العالميِّ لإنجازِها في الوقتِ المحدّد.
ولأنّ أهلَ الاختصاص أعلمُ بالكيفياتِ العمليةِ لجهودِ الائتلافِ العالمي، الذي يحسُنُ بوسائلِ الإعلامِ العربية التعريف به جيّداً، فإن مما يستوقفُ المتأمّلَ فيها، ما قاله رئيسُ الائتلاف طلال أبو غزالة، في أعمالِ المنتدى، عن «معاونٍ إلكتروني» للأهدافِ الإنمائيةِ للألفية، يعملُ الائتلافُ على إنشائِه.
وسيتمُّ تدشينُه في مارس (آذار) المقبل، وسيكونُ متاحاً بالمجّان لجميعِ الهيئاتِ المعنيّةِ بالتنمية والعاملةِ فيها في كل البلدان، كمنفَذٍ واحدٍ شاملٍ يمكنُ الدخولُ إليهِ للتعلم، ولتخطيطِ وتنفيذِ ومراقبةِ وتقييمِ برامجِها ومشاريعِها الإنمائية، ما يجعلُه دليلاً للوصولِ إلى تحقيقِ تلك الأهداف.
وعلى ما شرحَ أبو غزالة، واستمعنا إليه في المركزِ الإعلامي في حلبة ياس مارينا، فإن هذا «المعاون» اختراعٌ متكاملٌ في الفضاءِ الإلكتروني، أو «ماكينة» (أو آلةٌ رقميةٌ في تسميةٍ أخرى)، يُدْخِلُ فيها صانعُ التنميةِ الأهدافَ والمبادئَ التي يسعى إلى تحقيقِها، ليخرجَ منه برنامجٌ لكيفيةِ الوصولِ إلى تحقيقِ هذه الأهداف، عن طريقِ آليةٍ تتضمّنُ أفضلَ ما توفّرَ لدى الحكوماتِ والشركاتِ المتخصصّةِ والمنظماتِ الدولية، وهو يتضمّنُ قواعدَ معلوماتٍ تُوزّع الموجودَ من معلوماتٍ وأدواتٍ في ما يتعلق بقطاعاتِ الاقتصاد وتقنيةِ المعلومات والتعليم والصحّة والشبابِ والمرأة.
إنه، إذنْ، ابتكارٌ خلاقٌ للعقلِ البشريِّ المهجوسِ بالتطويرِ والتحديثِ في العالم، يصدرُ عن قناعةٍ وإيمانٍ إنسانيّيْن بالتعاونِ الدوليِّ لضمانِ مستقبلٍ أفضل للجميع، على ما أشار، محقاً، طلال أبو غزالة، والذي كانت شديدةَ النباهةِ اشارتُهُ إلى نجاحِ «المعاون الإلكتروني» في إطلاق مخيّلةِ عديدين من خبراءِ تقنيةِ المعلوماتِ والاتصالاتِ ومستخدميها في العالم.
ولا تَزيَّدَ في القولِ إنَّ خيالَ العلماءِ هو المحرّكُ الأهمُّ لفاعليةِ العقلِ الإنسانيِّ في مسيرةِ البشريةِ الدؤوبةِ نحو اختراعِ الجديدِ والنافعِ والمفيد لها (هل نقولُ المخرِّبَ والتدميريَّ أيضا؟)، وهو خيالٌ لا حدودَ لطموحاتِه، حينَ يُصيِّرُ ما يَعْصَى على التصوّرِ حقيقةً منظورة.
وعلى صلةٍ بالأمرِ ربما، كانت اشارةً ثانيةً إلى أنَّ أحلاماً للإنسان تقتربُ من المستحيلِ، يُنجِزُها العلمُ المشغولُ بالابتكارِ والإبداعِ وتيسيرِ حياةِ البشر، جاءَ عليها طلال أبو غزالة في كلمتِه أمام حفلِ توزيعِ جوائزِ القمةِ العالميةِ لأفضلِ ابتكاراتِ محتوى الهاتف المحمول.
يقولُ أبو غزالة إنَّ إمكاناتِ نموِّ قطاعِ التكنولوجيا كبيرةٌ للغايةِ في المنطقةِ العربيةِ في الفترةِ المقبلة، وإنَّ نسبة النمو الحاليةِ فيه 10%، غير أنَّه يُؤكِّدُ على ضرورةِ الإنفاقِ على البحثِ العلميِّ، فنسبتُها في منطقتِنا أقلُّ من 1% من الناتجِ المحلي.
وبهذه الإشارة التي تخصُّ شيئاً من تفاصيلِ الراهن العربي المثقلِ بالرداءَة، تتوقّفُ هنا هذه السطور عن إحالاتِها إلى مخيلاتِ علماءَ، وإلى أحلامٍ إنسانيةٍ بشأنِ ما يُعينُ على تحسينِ أحوالِ البشر، يَسَّرَ الحديثَ عنها طلال أبو غزالة في إفاداتٍ استقاها من خبرتهِ الرفيعةِ في مؤتمرٍ كبيرِ الأهميّة، ونظنُّهُ كان فيها يهجسُ بأحلامٍ عربيّةٍ أيضاً.
جميع الحقوق محفوظة - مؤسسة البيان للصحافة والطباعة والنشر © 2007