في محاضرة بمنتدى شومان الثقافي في عمان أبوغزاله: 2030 عام الكارثة العالمي بسبب النفط ...

في محاضرة بمنتدى شومان الثقافي في عمان أبوغزاله: 2030 عام الكارثة العالمي بسبب النفط وستؤدي إلى انهيار الأسواق العالمية
27 أيار 2008

في محاضرة بمنتدى شومان الثقافي في عمان
أبوغزاله: 2030 عام الكارثة العالمي بسبب النفط
وستؤدي إلى انهيار الأسواق العالمية
أحفادنا قد يحرمون من استخدام السيارات والطائرات إذا لم يتم إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي

عمان 26 أيار 2008، أكد الأستاذ طلال أبوغزاله بان الحاجة للنفط ستزداد على مستوى العالم، حيث سنحتاج إلى إنتاج 150 مليون برميل يومياً قبل عام 2020 مقابل 80 مليون برميل حالياً.
وقال إن لم يجر إعادة تكوين وهيكلة النظام الاقتصادي العالمي فسوف يحرم أحفادنا من استخدام السيارات وركوب الطائرات، وتوقع أبوغزاله أن يؤدي انهيار سوق النفط إلى انهيار أسواق المال، كما توقع أن يكون عام 2030 عام الكارثة العالمي بسبب النفط.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها الأستاذ أبوغزاله اليوم بدعوة من منتدى عبد الحميد شومان الثقافي بعنوان "الاقتصاد العربي والعالمي في مفترق الطرق" وترأس الجلسة وأدار الحوار فيها الدكتور محمد الحلايقة.
وتناول المحاضر بالشرح والتحليل الواقع الحالي وتوقعات المستقبل لأسواق النفط والفوائض النقدية وتناول اتجاهات الاقتصاد العالمي وسيطرة دول جديدة على مفاتيح الاقتصاد العالمي كالصين والهند وروسيا، وتحدث عن مستقبل الخارطة الجيواقتصادية العربية

  .

قطاع النفط
أوضح المحاضر بان أمريكا تستورد ثلثي النفط الذي تحتاجه فيما كانت في الماضي تستورد 5% فقط وتستعمل 25% من نفط العالم في حين أن نسبة سكانها هو 5% فقط من سكان العالم.
وقال إن إنتاج النفط اليومي حاليا حوالي 80 مليون برميل في حين أننا سنحتاج قبل عام 2020 إلى 150 مليون برميل، وأضاف في السبعينات من القرن الماضي لم يكن نصف سكان العالم يستعملون النفط، حيث يعتبر النفط من معايير قياس نسبة النمو، ذلك إن برميل نفط واحد ينتج ما يعادل طاقة 25 ألف عامل في الساعة.

وأشار إلى أن الصين الآن هي المستورد الرئيسي الثاني في العالم للنفط وأكد المحاضر بان فترة النفط الرخيص قد انتهت، وقد استعمل العالم الصناعي النفط الرخيص لتحقيق التنمية.

وقال بان الولايات المتحدة ستكون لديها حاجتان في المستقبل النفط واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، وهناك دراسة أمريكية تقول بأن احد البدائل المستقبلية عندما نصل إلى أزمة النفط هو امتلاك منابع النفط، وأورد مثالاً حول تزايد الحاجة للنفط على مستوى العالم وقال بان الصين ستشتري ثلاث طائرات كل أسبوع لتشغيل 150 مطاراً دولياً وستحتاج إلى المزيد من النفط، ولهذا إن لم يجر إعادة تكوين وهيكلة النظام الاقتصادي العالمي فسوف يحرم أحفادنا من استخدام السيارات وركوب الطائرات، أكثر من ذلك بقول أبوغزاله هنالك نسبة زيادة في الطيران على مستوى العالم تساوي 7% وفي المنطقة العربية 17% وبالتالي المزيد من استملاك النفط.

وحذر أبوغزاله من أن انهيار سوق النفط سيؤدي إلى انهيار أسواق المال مشيراً إلى أن عام 2030 عام الكارثة العالمي المتوقع بسبب النفط، وسيكون المستفيد الأكبر من ارتفاع النفط شركات النفط الكبرى المسماة الأخوات السبعة والحكومة، على صعيد الأسعار توقع المحاضر أن يسجل سعر برميل النفط 200 دولار عام 2010 وان يصل إلى ألف دولار إذا هوجمت إيران.

وتابع يقول بان زيادة إنتاج النفط لتخفيض سعره أمر غير واقعي، وأوضح أن سعر النفط اليوم يعود إلى أعلى مستوى سجله في العام 1980، حين ناهز سعر البرميل الخام عتبة المئة دولار بدولارات اليوم، وقال بان كمية النفط والغاز الطبيعي التي تحتاجها الولايات المتحدة لإنتاج الكميات نفسها من البضائع والخدمات تراجعت بواقع 58 بالمئة منذ العام 1973.

وأضاف بان البنك الفيدرالي الامريكي لديه هامش حركة بات يتيح له ضخ السيولة في السوق لامتصاص ارتفاع أسعار النفط، من دون أن تفسر الخطوة بأنها تسليط لسيف التضخم فوق عنق الاقتصاد، بالإضافة إلى ذلك، يقول المحاضر لم يشعر السائقون الأمريكيون حتى اللحظة بلهب الارتفاع الأخير في أسعار النفط الخام، والسبب أن مصافي التكرير احتوت الفارق ضمن هامش ربحيتها.

ولخص المراحل التي مرت بها أسعار النفط على النحو التالي: ارتفع سعر النفط منذ 2000 ثلاثة أضعاف، عام 2007 وقفزت الأسعار 58%، وقفزت الأسعار من دولارين إلى مائة خلال 38 سنة، وارتفعت من 105 إلى 110 دولارات خلال شهور وهو ما كان قد أعلنه المحاضر في أكتوبر 2007، علماً بان منطقة الخليج العربي تحتوي على 40% من نفط العالم و23% من غازه.

الفوائض النقدية
انتقل أبوغزاله للحديث عن الفوائض النقدية وأشار إلى أن صندوق النقد الدولي يصيغ ميثاق سلوك للفوائض السيادية وكذلك منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، إضافة إلى أنظمة أمريكية تعمل بموجب قانون 2007 للأمن والاستثمار، وأكد بان الفوائض العملاقة ستتركز في المنطقة العربية وفي الصين وكذلك روسيا، وستزيد الفوائض السيادية عن 30 تريليون عام 2030، كما ستزيد الفوائض الخاصة عن 10 تريليونات في ذات العام.

وتطرق أبوغزاله إلى منظمة التجارة العالمية وقال بان العولمة تسير بالاتجاه المعاكس حيث تركز عهدها الذهبي في الأعوام ما بين 1978 إلى 1991، وقد أدت الحرب على الإرهاب إلى نتائج عكسية على العولمة ونجد بان الأمريكيين اليوم ومعهم حكومة فرنسا ضد العولمة.



السياسة والاقتصاد
أكد المحاضر بان أي قرار استراتيجي يتم اتخاذه يقوم على المصالح الاقتصادية والقرار السياسي يتبع الاقتصادي وقال انه ليس شرطا أن يعم الازدهار في السلم فقط، ويمكن حصول الازدهار في زمن الحرب أيضاً، مشيراً إلى أن الخيار بين الحرب وبين السلام يجب أن يظل متساويا لأن لكل خيار منهما ميزاته، ودعا أبوغزاله إلى تشجيع الاستثمار الوطني باعتباره الأجدى والأوفر وليس الاستثمار الأجنبي.

الاقتصاد العالمي على مفترق طرق
وقال المحاضر بان صندوق النقد الدولي يمر حالياً في أزمة موازنة لأنه ليس هناك إقراض للدول الفقيرة! وقد صرح مدير عام البنك الدولي بان العالم يجتاز مرحلة فريدة (بين الجليد والنار)، وتطرق أبوغزاله إلى مشروع الاتحاد من اجل المتوسط ووصفه بأنه مشروع غير جدي الهدف منها دمج ما يسمى بإسرائيل في المنطقة وإقفال الباب على انضمام تركيا إلى السوق الأوروبية وقال بان إسرائيل لا تستطيع البقاء إلا إذا تم دمجها وأصبحت جزءً من اقتصاد المنطقة.

وتناول الاقتصاديات الصاعدة في العالم وقال بان الدخل القومي الروسي قبل عشر سنوات كان اقل من 200 بليون واليوم تعدى 1.250 بليون وتضاعف دخل الفرد ست مرات ليبلغ الآن 12 ألف دولار ويتوقع أن يصل إلى 25 ألف بعد ثلاث سنوات، وكانت الصين في بداية القرن التاسع عشر تشكل 33% من الناتج القومي الدولي! وانخفضت إلى 5% في منتصف القرن العشرين، وتعود الآن بدخل يصل إلى سبعة ترليون دولار.

الصين والهند
تحدث أبوغزاله عن مستقبل الصين والهند وقال بأنهما المستفيد الأكبر من العولمة وهناك خشية أمريكية من سيطرة الصين على صناعات وتقنيات حربية، كما أن هناك خشية أوروبية من سيطرة روسيا على قطاعات الطاقة، وأضاف بان الصين تستثمر حالياً ما يقارب من تريليون في أمريكا وحدها.
فيما يبلغ الاقتصاد الصيني سبعة تريليون دولار مشيراً إلى أن النمو في الصين والهند سيبقى حوالي 10% والمنطقة العربية من 5% إلى 20%، ويسجل الاحتياطي النقدي الصيني ما يزيد عن مليون دولار كل دقيقة، وتبلغ صادرات الصين السنوية ترليون دولار وبذلك سبقت أمريكا.

مستقبل الخارطة الجيواقتصادية العربية
وفي ختام المحاضرة توقع الأستاذ طلال أبوغزاله أن تتشكل خارطة جيواقتصادية عربية تمتد من المنطقة العربية إلى الصين شاملة إيران وتركيا والهند ودول القارة الأسيوية، وستصبح أفريقيا في 2050 أحد التكتلات الاقتصادية الهامة بعد نضوب النفط، وطالب بإعادة هيكلة الاقتصاد لما بعد نضوب النفط كما طالب بضرورة إقامة أسواق فعلية قادرة على خدمة وتنمية وتطوير الاقتصاديات العربية وليس بموجب اتفاقيات.
هذا وقد جرى حوار مع الحضور ومداخلات من بعض الشخصيات، وقد أجاب المحاضر على جميع الأسئلة والاستفسارات موضوع المحاضرة.